بغداد – الإخبارية 360
في تصريح صريح يعكس واقع التحديات الأمنية التي تواجه العراق، أقرّ رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، اليوم الإثنين (30 حزيران 2025)، بأن بلاده لم تتمكن من منع الطائرات الإسرائيلية من التحليق عبر أجوائها خلال الهجوم الأخير على إيران، مرجعًا ذلك إلى غياب منظومة دفاع جوي متقدمة.
وقال السوداني، في مقابلة مع شبكة "بي بي سي الفارسية" تابعتها "بغداد اليوم"، إن "ما حدث يُعد انتهاكًا صارخًا لسيادة العراق وقوانينه ودستوره الوطني"، مؤكدًا أن "الأجهزة الأمنية رصدت خروقات جوية متزامنة مع بدء العدوان الإسرائيلي".
وأوضح أن "المؤشرات الأمنية والسياسية، قبل 48 ساعة من اندلاع الحرب، كانت تشير إلى هجوم وشيك، ما دفع الحكومة إلى تكثيف الاتصالات مع الدول المجاورة لتحذيرها من خطر التصعيد".
وعن أسباب الغياب عن الرد العسكري، أشار السوداني إلى أن "الإرث المعقد لفترة وجود قوات التحالف الدولي، إلى جانب الإهمال في الاستثمار بقطاع الدفاع الجوي خلال الحكومات السابقة، تَرك العراق من دون منظومة فعالة قادرة على التصدي لمثل هذه التهديدات".
وكشف السوداني عن تقديم شكوى رسمية إلى مجلس الأمن الدولي احتجاجًا على استخدام الأجواء العراقية في شنّ هجوم على دولة جارة، مؤكدًا أن "القانون العراقي يمنع بشكل قاطع استخدام مجاله الجوي لأي اعتداء خارجي".
وبيّن أن الحكومة تعمل منذ تسلمه رئاسة الوزراء على إطلاق مشروع وطني لبناء منظومة دفاع جوي متكاملة، لكنه أقرّ بأن المشروع لا يزال في مراحله الأولى.
وتأتي هذه التصريحات في ظل تصاعد حدة الانتقادات من قبل أوساط برلمانية وشعبية، وسط مطالبات بكشف الجهات التي سهلت أو غضّت الطرف عن الخروقات الجوية، والتعجيل بإنشاء شبكة دفاع جوي تحمي السيادة العراقية وتمنع تكرار مثل هذه الانتهاكات مستقبلاً.