بغداد – الإخبارية 360
أعاد منتدى "ربط النقل العالمي"، الذي عُقد مؤخرًا في مدينة إسطنبول التركية، تسليط الضوء على مشروع "طريق التنمية" العراقي، بوصفه أحد أبرز المسارات الحيوية في استراتيجيات الربط بين قارتي آسيا وأوروبا.
ورغم غياب تمثيل وزاري عراقي في بعض الجلسات، إلا أن الوفد العراقي شارك بفعالية، ناقلًا مواقف بغداد الداعمة لتطوير البنى التحتية وتعزيز الشراكات الإقليمية في قطاع النقل.
أنقرة تسوّق لرؤيتها.. والعراق في قلب المشهد
المنتدى الذي افتتحه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، شهد مشاركة واسعة من وفود خليجية ودولية، إلى جانب حضور كبار مسؤولي البنك الدولي. وركزت تركيا خلال جلسات المنتدى على خططها لربط الممرات الآسيوية والأوروبية، مشيرة إلى مشروع "طريق التنمية" العراقي باعتباره أحد ما أسمته "الأصابع الخمسة" إلى جانب الممر الأوسط الصيني وممر اللازورد.
ورغم الحضور التركي البارز، إلا أن غالبية المشاركين شددوا على أن أهمية المشروع تنبع من موقع العراق الجغرافي الحيوي، الذي يربط بين الخليج وآسيا من جهة، وأوروبا من جهة أخرى.
العزاوي: العراق مركز استراتيجي.. والاستثمارات تتدفق
وفي هذا السياق، أكد الناشط السياسي نبيل العزاوي في تصريح خاص لـ"الإخبارية 360"، أن "العراق لم يكن يومًا طرفًا هامشيًا في هكذا منتديات، بل هو محور أساس في أي حديث عن الربط التجاري والاقتصادي الإقليمي".
وأشار العزاوي إلى أن "الاهتمام المتزايد من دول عدة بالمشاركة في مشروع طريق التنمية يعكس مكانة العراق المتقدمة"، مضيفًا أن البلاد "تستعد لمرحلة إعمار شاملة تتطلب شراكات إقليمية واسعة".
البنك الدولي يدخل على خط التمويل
وعلى هامش المنتدى، أعلنت الجهات المختصة موافقة البنك الدولي على تمويل مشروع تطوير وتأهيل شبكة السكك الحديدية العراقية، بتمويل يتجاوز المليار دولار، في خطوة وصفت بأنها تعزز الثقة الدولية في مستقبل الاقتصاد العراقي.
وأكد الخبير الاقتصادي زياد الهاشمي، أحد المشاركين في المنتدى، أن "المشروع يمثل نقلة نوعية على مستوى البنية التحتية"، مشيرًا إلى أن "النجاح يتوقف على اختيار نماذج تشغيل حديثة ومستدامة، تحقق عوائد اقتصادية واضحة".
ودعا الهاشمي إلى "الاستفادة من خبرات الشركات العالمية في إدارة الشبكات، لضمان جودة التنفيذ واستدامة الخدمات"، مشددًا على دور الحكومة في الإشراف والتنظيم الفاعل.
ختامًا: طريق التنمية مفتاح التكامل الإقليمي
في ظل الحراك الدولي المتسارع لربط الممرات الاقتصادية، يبرز "طريق التنمية" كمشروع استراتيجي يعزز مكانة العراق كجسر بري بين القارات، ويفتح آفاقًا جديدة للتكامل الإقليمي والنمو الاقتصادي.
ومع توفر الدعم الدولي وتزايد الاهتمام من دول الجوار، فإن المرحلة القادمة تتطلب تكاتف الجهود الرسمية والخاصة لضمان نجاح المشروع وتحقيق أهدافه على المستويين الوطني والإقليمي.