دهوك – الإخبارية 360
على الرغم من الوعود المتكررة من الجهات المعنية في إقليم كردستان بدعم القطاع الزراعي، وحماية المنتجات المحلية، وتأمين أسواق تصريف للمحاصيل، إلا أن المزارعين لا يزالون يواجهون سنويًا معضلة تكدس محاصيلهم الزراعية، ما يؤدي إلى انهيار الأسعار وتكبدهم خسائر مالية فادحة بدلًا من جني الأرباح.
بشير رشيد، فلاح من قضاء عقرة التابع لمحافظة دهوك، عبّر عن استيائه قائلًا:
"زرعت هذا العام 5 دونمات بالخيار، كلّفتني أكثر من 10 ملايين دينار، وحتى الآن لم أسترجع ما صرفته. السوق متخمة بالخضار، ومحصولنا يُترك ليتلف في الحقول".
وأشار رشيد، وهو يلوّح بكفيه نحو أكياس مليئة بالخيار مكدسة في مدخل حقله:
> "في بعض الأيام نبيع 300 كيلوغرام من الخيار بـ60 ألف دينار فقط، وهو مبلغ لا يغطي حتى أجور النقل، فتوقفت عن الجني والبيع".
وأضاف بأسى:
> "نعيش هذه الكارثة كل عام مع مواسم الطماطم والبطاطس والبصل والرقي والخيار. الإنتاج المحلي يتجاوز حاجة السوق، ولا توجد سياسة حقيقية من الحكومة لتصريف الفائض خارج الإقليم".
ويؤكد المزارعون أن غياب الدعم الفني والتسويقي، وفتح الأسواق أمام المنتجات المستوردة في ذروة الموسم المحلي، يعمّق من أزمتهم سنويًا، وسط غياب خطط استراتيجية لاحتواء الإنتاج أو تصديره.
دعوات للحكومة
يطالب المزارعون الجهات المعنية باتخاذ خطوات جدية تشمل:
فتح منافذ تصدير دائمة خارج الإقليم.
تفعيل نظام الخزن والتبريد للمحاصيل الفائضة.
تنظيم السوق وتحديد الكميات المطروحة.
فرض رسوم على المحاصيل المستوردة وقت ذروة الإنتاج المحلي.
ويختم بشير رشيد بحسرة:
"ما ننتجه يفيض عن حاجة السوق.. وبدل أن نربح، نخس
ر ونُترك وحدنا في مواجهة هذا المصير".