بغداد – الإخبارية 360
رأى الباحث السياسي نوزاد لطيف، اليوم الجمعة (5 تموز 2025)، أن قضية تأخير صرف رواتب موظفي إقليم كردستان، رغم حساسيتها، لن تمنح رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني مكسبًا انتخابيًا واضحًا داخل الشارع الكردي، مؤكدًا أن الملف بات محكومًا بتوازنات سياسية دقيقة داخل البيت الشيعي.
وقال لطيف في حديث لـ"الإخبارية 360"، إن "من غير الدقيق وصف السوداني بالتعنت في ملف الرواتب، فالأمر فني بالدرجة الأولى، ويتعلق بمدى التزام حكومة الإقليم بتسليم النفط والعائدات الداخلية، وتنفيذ الالتزامات القانونية المقررة ضمن الاتفاقات مع بغداد".
وأضاف أن "الأحزاب الكردية الحاكمة عملت على ترسيخ فكرة أن الحكومة الاتحادية ترفض إرسال الرواتب، رغم أن السوداني لا يستطيع تجاوز القوانين المالية أو اتخاذ قرارات أحادية قد تخلق له صدامًا مع القوى الشيعية".
وأشار لطيف إلى أن "السوداني لا يمكنه كسب دعم الشارع الكردي من خلال تليين موقفه بشأن الرواتب، لأن ذلك قد يؤدي إلى فقدانه لتأييد قوى الإطار التنسيقي، لذا حاول تحييد نفسه عبر إحالة الملف إلى المحكمة الاتحادية أو ربطه بقرارات جماعية داخل الإطار".
ملف معقّد قبل الانتخابات
ويعد ملف الرواتب أحد أبرز نقاط التوتر بين بغداد وأربيل، وسط اتهامات متبادلة بشأن الالتزامات النفطية والمالية، وهو ما ينعكس على حياة أكثر من مليون موظف في الإقليم.
وتأتي هذه التصريحات في ظل تصاعد الجدل السياسي والانتخابي مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية في تشرين الثاني المقبل، حيث يُنظر إلى موقف السوداني من هذا الملف كعامل مؤثر في حظوظه داخل الإقليم، في وقت تسعى فيه الأحزاب الكردية لاستثماره كورقة ضغط انتخابية.