في ظل التحديات السياسية والتشريعية التي تعصف بالبلاد، وجّه رئيس مجلس النواب، محمود المشهداني، اليوم الثلاثاء، دعوة صريحة إلى جميع أعضاء مجلس النواب لحضور الجلسات المقبلة، والمشاركة الفاعلة في استكمال المسار التشريعي، مؤكدًا أهمية العمل بروح وطنية لتجاوز حالة الجمود التي شلّت البرلمان طيلة الأشهر الماضية.
وقال المشهداني في بيان رسمي تلقته "الإخبارية 360"، إن "جميع الكتل السياسيّة، ورؤساءها، وأعضاءها، بمن فيهم النواب المستقلون، مطالبون بتحمّل مسؤولياتهم الوطنية والتاريخية في هذه المرحلة الحسّاسة، من خلال الحضور إلى جلسات البرلمان، والعمل الجاد على إقرار القوانين المتأخرة التي تمس حياة المواطنين بشكل مباشر".
وأضاف أن البرلمان يوشك على الدخول في الفصل التشريعي الأخير من عمره الحالي، ما يستدعي ترك الخلافات جانبًا، والالتزام الكامل بحضور الجلسات، والمساهمة في تشريع القوانين ذات الأهمية القصوى، خصوصًا تلك المتعلقة بالموازنة التكميلية، وقانون النفط والغاز، وقوانين إصلاحية تنتظر الحسم منذ سنوات.
وأكد المشهداني أن "العمل البرلماني الجادّ والمشاركة الفاعلة في الجلسات والمداولات التشريعية لا يعدّ فقط واجبًا دستوريًا، بل أمانة أمام الشعب العراقي"، مشددًا على أن "ثقة المواطنين بالمؤسسة التشريعية تمر عبر بوابة التزام نوابهم، وإنجاز القوانين التي تعالج مشكلاتهم اليومية".
كما دعا رئيس البرلمان القوى السياسية كافة إلى "تغليب المصلحة الوطنية العليا، وتجاوز الخلافات السياسية الضيقة، وتهيئة الأجواء الملائمة لإنجاح التجربة الديمقراطية العراقية، خاصة مع اقتراب موعد الانتخابات التشريعية المقبلة المقررة في 11 تشرين الثاني 2025".
برلمان على المحك
تأتي دعوة المشهداني في وقت يتعرض فيه مجلس النواب لانتقادات شعبية واسعة، بسبب غيابه شبه التام عن ممارسة دوره التشريعي خلال الأشهر الماضية، وسط انشغال القوى السياسية بالتحضيرات الانتخابية، وتعطّل جلسات البرلمان بسبب الخلافات بين الكتل الكبرى، وهو ما وصفه مراقبون بـ"الموت التشريعي البطيء".
وبينما لا يزال عشرات القوانين الحيوية تنتظر الحسم، يأمل الشارع العراقي أن تشكّل هذه الدعوة فرصة أخيرة لإعادة إحياء البرلمان واستعادة دوره، قبل فوات الأوان.