في تصريحات وُصفت بـ"الصادمة" و"الاستفزازية"، أثار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، جدلًا واسعًا في الأوساط السياسية والإعلامية، بعد أن شبّه الضربة العسكرية الأخيرة التي وجّهتها الولايات المتحدة ضد منشآت نووية إيرانية، بهجوم واشنطن النووي على اليابان إبان الحرب العالمية الثانية.
وجاءت تصريحات ترامب خلال مأدبة عشاء جمعته مع رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بحسب تقرير لصحيفة "الإندبندنت" البريطانية، الذي ترجمته "الإخبارية 360". حيث قال ترامب حرفيًا إن "الهجوم الذي نفذته القوات الأمريكية الشهر الماضي ضد المنشآت النووية الإيرانية، يضاهي في نجاحه قرار الرئيس هاري ترومان بإلقاء القنبلة الذرية على هيروشيما وناكازاكي".
وأضاف ترامب، الذي لطالما عُرف بتصريحاته المثيرة للجدل، أن "العملية العسكرية كانت خطوة حاسمة في تأمين السلام في المنطقة"، واصفًا إياها بـ"النجاح التاريخي الذي سيذكره العالم"، وفق تعبيره.
غضب وانتقادات: “احتفاء بجرائم حرب”
الصحافة الغربية لم تتأخر في ردّها، إذ اعتبرت العديد من الصحف الكبرى هذه التصريحات "احتفاءً صريحًا بجرائم الحرب"، لا سيما أن الضربة الأمريكية على إيران أثارت انتقادات واسعة آنذاك، بسبب حجم الدمار الذي خلفته والخسائر البشرية غير المعلنة رسميًا حتى الآن.
وفي خطوة مفاجئة، أعلن رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، خلال اللقاء ذاته، عزمه ترشيح ترامب رسميًا لنيل جائزة نوبل للسلام، وهي الخطوة التي زادت من حالة السخط في الأوساط الحقوقية والدبلوماسية الدولية.
قلق متصاعد من اتساع دائرة الحرب
تأتي هذه التطورات في ظل توترات إقليمية متصاعدة، إذ تواصل طهران توجيه تهديدات بردّ "قاسٍ ومباشر" على أي تدخلات عسكرية تستهدف أمنها القومي، في حين تُعبّر قوى إقليمية ودولية عن قلقها من انزلاق الشرق الأوسط نحو حرب مفتوحة، خصوصًا بعد التحركات العسكرية الأخيرة في مضيق هرمز والخليج العربي.
ويخشى مراقبون من أن تصريحات ترامب، التي تتزامن مع حملة انتخابية تمهيدية شرسة داخل الولايات المتحدة، قد تُستغل لأغراض شعبوية على حساب الاستقرار الإقليمي والعالمي.