بغداد – الإخبارية 360 | الخميس 10 تموز 2025
مع تصاعد التوتر بين الولايات المتحدة وإيران، يجد العراق نفسه أمام أزمة طاقة متجددة، وسط غياب البدائل الحقيقية واعتماد كبير على الغاز الإيراني، الذي يشغّل ما يقارب 40% من محطات الكهرباء في البلاد.
ويرى مختصون أن انتهاء الإعفاءات الأمريكية التي كانت تتيح للعراق استيراد الغاز الإيراني، كشف عن هشاشة البنية التحتية للطاقة في العراق، وفشل الحكومات المتعاقبة في إيجاد حلول مستقلة أو فعالة.
بدائل محدودة وطرق التفافية
وفي حديث لـ"الإخبارية 360"، أوضح الباحث والأكاديمي رياض الوحيلي أن "القرار الأمريكي بعدم تجديد الإعفاءات فرض تحديًا مباشرًا على الحكومة العراقية، خاصة في ظل ذروة الطلب الكهربائي خلال الصيف".
وبيّن أن وزارة الكهرباء لجأت إلى "آليات استيراد غير تقليدية"، كاستخدام حسابات مصرفية مقيدة، ووسطاء دوليين، والدفع بعملات غير الدولار مثل الدينار العراقي أو اليورو، لتفادي العقوبات الأمريكية، لكنه أكد أن هذه الحلول "هشة وقابلة للانهيار في أي لحظة توتر سياسي".
الربط الخليجي.. مشروع بلا تنفيذ
وعن مشاريع الربط الكهربائي الإقليمي، قال الوحيلي إن الاتفاقات مع السعودية والكويت وهيئة الربط الخليجي ما تزال في مراحلها الأولية، مشيرًا إلى أن "التنفيذ يسير ببطء لأسباب فنية وتمويلية، إضافة إلى عوامل سياسية تُبطئ وتيرة الإنجاز".
وأضاف: "حتى الآن، تبدو مشاريع الربط أقرب إلى مبادرات إعلامية من كونها حلولاً فاعلة على الأرض".
مفاوضات تحت الضغط
ورغم انتهاء الإعفاء الأمريكي منذ آذار الماضي، تواصل وزارة الكهرباء مفاوضاتها مع إيران لضمان استمرار تدفق الغاز، وسط ضغوط أمريكية مستمرة تهدف إلى تقليص النفوذ الإيراني في المنطقة.
ويحذّر مراقبون من أن أي خلل في الإمدادات الغازية سينعكس فورًا على ساعات تجهيز الكهرباء في عموم المحافظات، ما يزيد من تعقيد المشهد السياسي والخدمي في البلاد.