بيروت – "الإخبارية 360"
انخفض منسوب المياه في أكبر خزانات لبنان، بحيرة القرعون على نهر الليطاني، إلى مستويات غير مسبوقة، وسط ما وصفه خبراء بأنه أسوأ موجة جفاف تشهدها البلاد على الإطلاق، مما يهدد الزراعة، وإنتاج الكهرباء، وإمدادات المياه للمنازل.
وقالت المصلحة الوطنية لنهر الليطاني، اليوم الثلاثاء (15 تموز 2025)، إن تدفقات المياه خلال موسم الأمطار لهذا العام لم تتجاوز 45 مليون متر مكعب فقط، مقارنةً بمتوسط سنوي يبلغ 350 مليونًا، في حين بلغت تدفقات العام الماضي 230 مليون متر مكعب.
وأكد رئيس المصلحة، سامي علوية، أن المياه المخزنة حاليًا في البحيرة لا تتجاوز 61 مليون متر مكعب، وهي "غير صالحة للاستخدام بسبب التلوث الشديد"، مشيرًا إلى أن محطات توليد الطاقة الكهرومائية المرتبطة بالحوض توقفت عن العمل بالكامل، ما تسبب في خسائر مالية، ودفع مؤسسة كهرباء لبنان إلى ترشيد إمدادات الكهرباء.
وأضاف علوية أن الأزمة ناتجة عن عاملين رئيسيين: "انخفاض المتساقطات، والضغط المتزايد على المياه الجوفية"، محذرًا من تأثيرات طويلة المدى على البيئة والاقتصاد اللبناني.
وأظهرت مشاهد جوية من طائرة مسيرة انحسار الشاطئ وتشقق الأرض وموت النباتات حول البحيرة. وفي سهل البقاع، عبّر مزارعون عن تدهور غير مسبوق في المواسم الزراعية نتيجة النقص الحاد في المياه وعدم انتظام الكهرباء اللازمة للري.
وقال المزارع صفا عيسى: "إلنا عشر سنين ما شفناش الثلج، والمطر شبه معدوم. ما شفنا نشفان مثل هاي السنة". فيما أضاف مزارع آخر، فايز عميص: "أنت بتروي ثلاث ساعات وبتوقف ثلاثة"، في إشارة إلى ضعف الكهرباء.
من جانبها، كشفت سوزي حويك، المستشارة في وزارة الطاقة والمياه، عن نية الحكومة إطلاق حملة توعية وطنية خلال الأيام المقبلة للحد من الاستهلاك، مؤكدة أن "أهم خطوة الآن هي إدارة الطلب بشكل عقلاني ومستدام".
وأشارت دراسات رسمية إلى أن الاحترار المناخي وتغير أنماط الطقس ساهما في ارتفاع معدلات الجفاف، وتقليل تغذية الخزانات الجوفية، وسط مخاوف من تفاقم الأزمة في
المواسم المقبلة.