الإخبارية 360 – الرباط
أعلنت السلطات المغربية، اليوم الجمعة (15 آب 2025)، استمرار جهودها في دعم التعاون الأمني الدولي والإقليمي لمكافحة التهريب الدولي للمخدرات، عقب إحباط عملية تهريب كبرى للكوكايين بالتنسيق مع السلطات الإسبانية، وبمشاركة الولايات المتحدة وعدد من الدول الأوروبية.
وبحسب المعطيات الرسمية، تمكنت الفرق الأمنية المشتركة من اعتراض زورق يحمل العلم الكاميروني، كان ينقل ما يقارب 3 أطنان من المخدرات الصلبة موزعة على 80 رزمة، في عملية منسقة جرت غرب أرخبيل جزر الكناري.
السلطات الإسبانية أوضحت في بيانها أن الزورق المسمى "Sky White" كان تحت المراقبة منذ صيف 2024، للاشتباه في ارتباطه بشبكة تهريب دولية كبيرة عبر المحيط الأطلسي، انطلاقاً من ميناء الداخلة في السواحل الجنوبية للمملكة، متجهاً نحو أوروبا.
هذه العملية، التي جاءت نتيجة تنسيق بين مديرية البحث والاستخبارات الجمركية الإسبانية (DNRED) والأجهزة الأمنية المغربية، تشكل – وفق مراقبين – دليلاً جديداً على قوة الشراكة الأمنية بين الرباط ومدريد، وانخراط المغرب الفاعل في مواجهة شبكات الجريمة المنظمة على ما يُعرف بـ"الطريق الأطلسية".
دور مغربي محوري
محمد نشطاوي، رئيس مركز ابن رشد للدراسات الجيوسياسية وتحليل السياسات، أكد أن "المغرب لعب دوراً محورياً في إحباط مخطط ضخم لتهريب الكوكايين، بعد مراقبة دولية دقيقة استمرت عاماً كاملاً"، مشدداً على أن هذه العملية تمثل ضربة موجعة لشبكات الاتجار بالمخدرات العابرة للقارات، وتدعم مسار تعزيز التعاون الأمني الدولي.
وأشار نشطاوي إلى أن "المغرب بدوره مستهدف من هذه العصابات، التي تستخدم سفناً كبيرة ومسارات بحرية عبر المحيط الأطلسي وإفريقيا جنوب الصحراء، وأحياناً تُلقي شحناتها على السواحل المغربية"، لافتاً إلى أن قيمة الشحنة المالية تُقدر بملايين الدولارات، ما يجعلها خسارة فادحة للشبكات الإجرامية.
موقع استراتيجي تحت المراقبة
من جانبه، أوضح الباحث في الشؤون الأمنية والإستراتيجية محمد شقير أن "المغرب، بحكم موقعه الجيوستراتيجي، أصبح خلال السنوات الأخيرة جزءاً من المسارات الرئيسية لتهريب المخدرات القادمة من أمريكا اللاتينية نحو أوروبا مروراً بإفريقيا".
وأضاف شقير أن "التعاون القائم بين المغرب وإسبانيا، خصوصاً عبر جزر الكناري، يعكس إدراكاً متزايداً لخطورة هذه الظاهرة، في ظل تركيز العصابات الدولية على هذه المنطقة
البحرية الحساسة".