النجف الأشرف – الإخبارية 360
ألقى إمام جمعة النجف الأشرف، السيد صدر الدين القبانجي، اليوم الجمعة (22 آب 2025)، خطبة سياسية تناول فيها عدداً من القضايا الساخنة في العراق، مؤكدًا على أهمية الحشد الشعبي وداعيًا إلى تطهير المحافل الحسينية من الانحرافات الدينية والأخلاقية.
وقال القبانجي خلال مناسبة ارتحال الرسول الأكرم ﷺ، إن "الملف الساخن اليوم في العراق هو ملف الحشد الشعبي، حيث المعركة على حل الحشد"، مضيفاً: "نعتقد أن الحشد الشعبي هو قوة العراق، والحشد هو عز العراق، وإذا تم إنهاء الحشد فذاك يعني قطع اليد العراقية الضاربة، حيث هذه اليد هي التي أوقفت المد الداعشي".
وفي شأن آخر، أشار القبانجي إلى مهرجان الأنشودة الحسينية الذي أقامته وزارة الثقافة العراقية بمناسبة أربعينية الإمام الحسين عليه السلام، معبّراً عن شكره للوزارة، لكنه انتقد بعض جوانب المهرجان: "لا يُطاع الله من حيث يُعصى، حيث تخلل هذا المهرجان موسيقى وتبرج نسائي، فهل يقبل الحسين بهذا العمل؟ الإمام الحسين عليه السلام هو عبرة وعبرة، وليس أغانٍ وتبرج نسائي، لذلك نحن ندعو لتطهير المحافل الحسينية من الانحرافات الدينية والأخلاقية".
وحول تصريحات بعض السياسيين بشأن الشيعة، قال القبانجي: "هناك من يقول إن الشيعة غير قادرين على الحكم، وأنهم فقط للطم وليس للحكم. الشيعة أول من آمن بمشروع المشاركة السياسية، وهم من قضى على الإرهاب الداعشي وعلى مشروع تقسيم العراق. الاستقرار الأمني والزيارات المليونية خير دليل على نجاح حكم الشيعة، لذا نرجو من هؤلاء الابتعاد عن اللغة الطائفية".
وبخصوص انسحاب القوات الأمريكية من العراق، أشار القبانجي إلى أن "بداية انسحاب قوات التحالف الدولي في هذا الشهر والمقرر أن يكتمل بنهاية 2026، خطوة بالاتجاه الصحيح، والعراق قادر على تأمين وضعه الداخلي والخارجي".
واختتم خطبته السياسية بالإشارة إلى فاجعة الخسفة في الموصل، حيث تم العثور على مقبرة جماعية تضم نحو 20 ألف جثة قتلها داعش، معرباً عن استنكاره لهذه المجازر وأهمية التوثيق والعدالة لضحايا التنظيم الإرهابي.
وفي الخطبة الدينية، ذكر القبانجي آية من القرآن الكريم في ذكرى ارتحال النبي ﷺ، مؤكداً على رحمة الله وغفرانه لأهل الكبائر من أمته، مستشهداً بالحديث الشريف حول الشفاعة التي أعدها النبي ﷺ لمغفري الذنوب.