طهران | الإخبارية 360
في ظل التصعيد العسكري المتواصل بين إيران والكيان الصهيوني، أثار تصريح بثه التلفزيون الإيراني الرسمي، مساء الثلاثاء، جدلاً واسعاً بعد أن ورد فيه: "النووي نائم... لا تكعدونا"، في إشارة إلى أن برنامج إيران النووي لا يزال في حالة سكون، مع تحذير مبطن من إيقاظه أو دفع طهران نحو خيارات استراتيجية خطيرة. ويأتي هذا التصريح في وقت حساس تشهد فيه المنطقة تصعيداً غير مسبوق في الضربات المتبادلة بين الجانبين، مع دخول أطراف دولية على خط الأزمة، وتصاعد المخاوف من انزلاق الأوضاع إلى حرب إقليمية شاملة. الرسالة التي صيغت باللهجة المحلية تحمل دلالات واضحة تفيد بأن إيران، رغم امتلاكها مقومات الردع، لم تلجأ بعد إلى أقصى أوراقها، لكنها قد تفعل إذا استمر التصعيد. ويرى مراقبون أن هذه العبارة تمثل رسالة مزدوجة موجهة إلى الداخل والخارج على حد سواء، فهي تطمئن الرأي العام الإيراني بأن البلاد لا تزال تسيطر على مجريات الأمور، وفي الوقت نفسه توجه تحذيراً مباشراً لإسرائيل وحلفائها مفاده أن تجاوز الخطوط الحمراء قد يغيّر قواعد اللعبة بشكل جذري. ويأتي هذا التطور بالتزامن مع تحركات أمريكية متسارعة في المنطقة، أبرزها إعلان وزارة الدفاع الأمريكية عن تعزيز تواجدها العسكري عبر نشر مقاتلات متقدمة من طراز F-16 وF-22 وF-35، وذلك في إطار دعم ما وصفته بـ"الجهود الدفاعية" وسط تصاعد الهجمات. كما يتزامن مع دعوة ترامب العلنية لإيران بالاستسلام غير المشروط، وهو ما أثار استياء طهران واعتبرته رسالة تصعيدية مرفوضة. وبينما تستمر موجات الصواريخ والطائرات المسيّرة الإيرانية في استهداف مواقع داخل الأراضي المحتلة، تبقى المنطقة بأكملها على حافة الانفجار، وسط تحذيرات دولية متزايدة من أن المرحلة المقبلة قد تحمل تطورات لا تُحمد عقباها، خصوصاً مع دخول مصطلح "النووي" في الخطاب الإعلامي الرسمي لطهران.