
حل حزب العمال الكردستاني: خطوة استراتيجية لإنهاء الاحتلال التركي واستعادة السيادة العراقية
25-05-12 21:52
الصحة تعلن نجاحها في تطبيق تسعيرة 50٪ من الأدوية في الصيدليات
|
الخارجية الإيرانية: لا تفتيش للوكالة الذرية حالياً ولم يُتخذ قرار بشأن استئناف المفاوضات
|
السوداني يوافق على تخصيص أراضٍ سكنية لموظفي وزارة العدل
|
مسرور بارزاني يوجّه بتعيين 775 من خريجي كليات الطب في إقليم كردستان
|
آسايش كردستان تعلن إسقاط عدة مسيّرات في السليمانية
|
وزير النفط: العراق يستهدف 30% تنويعاً في الطاقة بحلول 2040
|
الأولمبي العراقي يهزم عمان ويقترب من التأهل إلى كأس آسيا
|
الحكيم من طهران: الحرب الإسرائيلية عززت قوة إيران
|
الزراعة النيابية: لا زيادة في الإطلاقات المائية من تركيا وحاجة العراق لا تُلبى إلا بنسبة 6%
|
السوداني يوافق على دراسة مشروع مدينة اقتصادية متكاملة في ديالى
|
الأمانة العامة لمجلس الوزراء توضح ملابسات إلغاء نظام صندوق تقاعد موظفي الدولة
|
وزارة العدل تطلق سراح 1136 نزيلاً خلال شهر آب
|
"أوجلان يعلن نهاية حزب العمال الكردستاني: سقوط السلاح الوظيفي في زمن التحولات الكبرى"
في زمن التحولات الدولية العاصفة وإعادة رسم خرائط النفوذ والتحالفات، اختار عبد الله أوجلان، زعيم حزب العمال الكردستاني، أن يعلن بشكل مفاجئ حل الحزب والدعوة إلى التخلي عن السلاح والانخراط في مسار "الأخوّة الكردية-التركية"، منهياً بذلك أكثر من أربعة عقود من الصراع المسلح الذي شكل رافعة للقضية الكردية في تركيا.
قرار أوجلان لم يأتِ نتيجة نصر واضح ولا مكاسب ملموسة تحققت، بل في وقت تتزايد فيه التساؤلات: هل استنفد السلاح غايته؟ هل جنَت الحركة الكردية في تركيا ثمار نضالها الطويل؟ الإجابة المعلنة حتى الآن تبدو سلبية، إذ لا حقوق مضمونة، ولا حلول جذرية للقضية الكردية في تركيا، ما يفتح الباب أمام الشكوك حول وجود تفاهمات سرية أو حسابات إقليمية دفعت أوجلان لاتخاذ هذا القرار المفاجئ.
إعلان أوجلان، بحسب مراقبين، يصب في مصلحة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي يستعد لإعادة صياغة الدستور وتأمين ولاية جديدة وخليفة محتمل، في ظل قمع واسع للمعارضة واعتقال أبرز منافسيه، كأكرم إمام أوغلو.
تاريخيًا، شكل حزب العمال الكردستاني نقطة تحول في الصراع القومي الكردي داخل تركيا، بعد أن تجاهلت معاهدتا سيفر (1920) ولوزان (1923) الحقوق القومية للأكراد، ومنح الأوروبيون آنذاك الأتراك اليد الطولى في ولايات ذات أغلبية كردية، ما أطلق شرارات تمردات عديدة انتهت بحرب استنزاف طويلة مع حزب العمال.
لكن الواقع اليوم يختلف، فالحزب الذي كان يُمثل قضية قومية أصبح، كما يرى البعض، سلاحًا وظيفيًا يخدم أجندات خارجية، ويؤمن مصالح ضيقة لحزب فقد غطاءه الدولي تدريجياً، خاصة بعد تقليص الوجود الأميركي في سوريا، وانسحاب الحزب أمام القوات التركية دون مقاومة تُذكر.
المفارقة أن القضية الكردية لا تزال قائمة، لا بل أكثر وضوحًا، فالكرد يشكلون نحو 20% من سكان تركيا، وتصل نسبتهم في جنوب شرق الأناضول إلى أكثر من 90%. وهم على تماس جغرافي واجتماعي مع كرد العراق وإيران وسوريا، ما يمنح القضية بعدًا إقليميًا يتجاوز الحدود التركية.
حل الحزب لا يعني نهاية المطالب الكردية، ولا انتهاء تطلعات شعبٍ ظل يبحث عن هويته وحقوقه، بل قد يشكل مرحلة انتقالية نحو أدوات جديدة للنضال، أو يفتح الباب أمام انفجار اجتماعي إن لم ترافق الخطوة إصلاحات حقيقية تضمن الحقوق وتؤسس لمواطنة عادلة.
القضية الكردية، إلى جانب نظيرتها العربية، تبقى من أبرز الملفات القومية العالقة في المنطقة، وسيظل حلّها شرطًا لاستقرار طويل الأمد في الشرق الأوسط، مهما تغيّرت الأدوات أو تبدّلت الأسماء.